الأحد، 5 أبريل 2020

شرح: ( إذا كان الرجل بأرضِ قِيٍّ، فحانت الصلاةُ، فليتوضّأ، فإنْ لم يجد ماءً فليتيمّم، فإنْ أقام؛ صلّى معه مَلَكاه، وإنْ أذنَ وأقام؛ صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه ) - الشيخ سليمان الرحيلي


بسم الله الرحمن الرحيم
[صحيح] وعن سلمانَ الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( إذا كان الرجل بأرضِ قِيٍّ، فحانت الصلاةُ، فليتوضّأ، فإنْ لم يجد ماءً فليتيمّم، فإنْ أقام؛ صلّى معه مَلَكاه، وإنْ أذنَ وأقام؛ صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه ).
رواه عبد الرزاق في "كتابه" عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عنه.
(القِيّ) بكسر القاف وتشديد الياء: هما الأرض القفر.


-      هذا الحديث رواه أيضًا الطبراني في الكبير والبيهقي، وابن أبي شيبة موقوفًا على سلمان رضي الله عنه، والموقوف هنا له حكم الرفع؛ لأن هذا لا يقال بالرأي والاجتهاد،  والحديث صحيح.

-      ( قِيٍّ ): من القَوَاء، والقواء هو الأرض القَفْر الخالية، والمقصود: إذا كان بأرض فلاة، بأرض خالية.

-      ( فحانت الصلاةُ ): يعني وهو فيها، ومعنى هذا أنه لا يطلبها، وإنما يطلب الجماعة، ويصلي مع الجماعة، ولا يُطْلَب أن يصلي في أرض الفلاة من أجل أن يحصل على الفضل المذكور، ومن الخطأ أن يقال أنه إذا كنت مسافرًا فلا تصلي مع الجماعة في المسجد بل صلِّ في فلاة لتنال أجر خمسين صلاة، بل إذا أدركت الجماعة فصل معها ولا تطلب الفلاة، لكن إذا شاء الله أن يحضر وقت الصلاة وأنت في أرض فلاة فقف.
وبعض الناس اليوم يترك المدينة ويذهب إلى الصحراء لا غرض له إلا الصلاة في الفلاة، وهذا ليس هذا مشروعا، ولم فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم.

-      ( فإنْ لم يجد ماءً فليتيمّم ): هذا إذا كان مُحْدِثًا، أما إن لم يكن مُحدثا فلا يلزم الوضوء لينال الفضل.

-      (فإنْ أقام ): أي بدون أذان.

-      ( صلّى معه مَلَكاه ): فهذه صلاة جماعة، هو الإمام والمأمومون ملكان يصليان معه.

-      وهذا دليل على أنه لا يلزمه أن يؤذن، وأنه لو اكتفى بالإقامة لصح.

-      ( وإنْ أذنَ وأقام؛ صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه ): إذا أذن وهو في الفلاة ثم أقام وصلى صلى خلفه من جنود الله من الملائكة ما لا يُرى طرفاه أي جماعة كيرة جدا من الملائكة

-      في الحديث بيان فضل الأذان والإقامة وأن الإنسان إذا أذن وأقام يجعل ذلك الملائكةَ تصلي خلفه، ولو كان بمفرده، وإذا أقام فقط يصلي خلفه ملكاه، وكل إنسان معه ملكان كما هو معلوم.

-      في الحديث: فضل الصلاة في الفلاة إذا حضرت الصلاةُ الإنسانَ، فإنه ينال بذلك فضلًا عظيمًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على أن يؤذن ويقيم ويصلي، وقد جاء في الحديث: ( فإذا صلاها في فَلاةٍ فأتمّ رُكوعها وسجودها بلغت خمسينَ صلاة )، رواه أبو داود وصححه الألباني ورواه ابن حبان بمعناه، إذا حضرته الصلاة في فلاة وصلى فيها فإنه يُكْتَب له أجر خمسين صلاة زائدة على الأجور المعتادة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومالي وللدنيا

إذا جلست في غرفتك وحدك ...

إني براء من الأهواء وما ولدت...

النظر إلى الحرام

غربة أهل الاستقامة - للشيخ محمد بن هادي المدخلي

سبحان الله !! طالب علم ليس له ورد بالليل ..عشنا وشفنا - للشيخ رسلان