الجمعة، 31 يناير 2020

شرح حديث: ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة ... ) - الشيخ سليمان الرحيلي



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( إذا توضأ العبدُ المسلمُ أو المؤمنُ، فَغَسَلَ وجْهَه؛ خَرَجَ من وجهه كلُّ خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخَرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غَسَلَ يَدَيْه خَرجَ من يَديْه كلُّ خطيئةٍ كان بَطَشَتْها يداه مع الماء، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، فإذا غسل رجلَيْهِ خرجت كل خطيئة مَشَتْها رجلاه مع الماء، أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، حتى يخرجَ نَقِياً من الذنوب ).

رواه مالك ومسلم والترمذي.


- غسل الرجلين عند مالك من رواية ابن وهب خاصة دون بقية الرواة.


- ( إذا توضأ العبدُ المسلمُ أو المؤمنُ ): يشمل الوضوء الواجب أو المستحب، ويشمل الذكر والأنثى، وعلى ما ذكر هنا لا يشمل هذا الطفل دون البلوغ لأنه لا يحمل خطيئة والكلام عن تكفير الخطايا. 

- ( إذا توضأ العبدُ المسلمُ أو المؤمنُ ): هذا شك من أحد الراوة.


- ( خطيئةٍ ): الذي عليه جمهور العلماء أنها الصغائر، فالكبائر لابد لها من توبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ ) والصلاة التي يُتَوَضَّأ لها تكفّر ما بينها وبين الصلاة الأخرى إذا اجتنبت الكبائر فمن باب أولى الوسيلة وهي الوضوء.


- ( فَغَسَلَ وجْهَه ): هذا دليل على أن غسل اليدين سنة.

- ( خَرَجَ من وجهه كلُّ خطيئةٍ ): في هذا أن العبد إذا أصاب ذنبا فإن ذلك يقذّر المكان الذي وقع منه الذنب، فكأنه متلبس بهذه الخطايا.

- ( كل ): من أقوى ألفاظ العموم.

- ( نظر إليها بعينيه ): هذا على سبيل التمثيل لا الحصر، وكل خطيئة تتعلق بالوجه تخرج مع الماء أو آخر قطر الماء. 



- بعض أهل العلم ذكر أن الحديث يدل على الأولى للمتوضئ أن لا ينشّف أعضاء الوضوء، لأن الخطايا تخرج مع الماء، فيُبْقِي الماء يخرج ولا ينشف، وإن شاء نفض يده، وأيدوا هذا بما جاء في الصحيحين عن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها قالت: ( وَضَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضُوءًا لِجَنَابَةٍ، فأكْفَأَ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بالأرْضِ أوِ الحَائِطِ، مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ، وغَسَلَ وجْهَهُ وذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ أفَاضَ علَى رَأْسِهِ المَاءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ قالَتْ: فأتَيْتُهُ بخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا، فَجَعَلَ يَنْفُضُ بيَدِهِ ).

وأجمع العلماء على أن التنشيف ليس حراما، والقواعد الشرعية تقتضي على أنه إذا وجدت الحاجة -كالبرد- فلا منع مطلقًا من التنشيف، بل إذا غلب على ظنه أنه يتضرر فالمستحب له أن ينشّف، بل إذا علم أنه إذا لم ينشف أعضاء الوضوء يتضرر فيجب عليه أن ينشّف؛ لأنه لا ضرر ولا ضِرار.
والجمهور الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية في قول قالوا لا بأس بالتنشف بمعنى أنهم لا يرون كراهية التنشف، والحنابلة في رواية قالوا يكره أن يتنشف في الوضوء والغسل، والشافعية في قول قالوا يستحب أن يتنشف لما في التنشف من النظافة.
والأقرب والله أعلم أن الأولى بالمسلم أن لا ينشف أعضاء الوضوء في غالب الأحيان، ويجوز أن ينشف أحيانا لأنه ورد أنه كان لِلنَّبِيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – خِرْقَةٌ يُنَشِّفُ بها بعدَ الوُضوءِ، والحديث رواه الترمذي والحاكم وفي إسناده ضعف لكن الشيخ الألباني جمع طرق الحديث وقال أنه حسن بطرقه، ولذلك ذكره في "السلسلة الصحيحة"، وبالجمع بين الأحاديث فالظاهر أن الغالب من حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يتنشف من أعضاء الوضوء. 

- (مع الماء، أو مع آخَرِ قَطْرِ الماءِ ) : هذا شك من أحد الرواة، وقيل هو الراوي عن مالك وقيل غير ذلك. 


- ( حتى يخرجَ نَقِياً من الذنوب ):

قيل: حتى يخرج إلى الصلاة نقيًّا من الذنوب، والوضوء فيها رفع الحدث، وفيها الطهارة المعنوي من الصغائر، فيكون القلب أوعى للصلاة ويكون المصلي أخشع؛ فالذنوب تُعْمِي القلب، ولذلك يحذر المسلم من المعاصي أثناء ذهابه إلى الصلاة.

وقيل: حتى يفرغ من وضوئه نقيًّا من الذنوب.


السبت، 11 يناير 2020

شرح كتاب صحيح الترغيب والترهيب - الشيخ سليمان الرحيلي -حفظه الله تعالى-



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا شرح لكتاب «صحيح الترغيب والترهيب» 
والذي يقوم بشرحه الشيخ
 سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله تعالى- في رحاب المسجد النبوي
والدروس لا تزال مستمرة
 

01 كتاب الإخلاص
02 كتاب السُّنة
03 كتاب العِلم
04 كتاب الطهارة
05 كتاب الصلاة

 



ومالي وللدنيا

إذا جلست في غرفتك وحدك ...

إني براء من الأهواء وما ولدت...

النظر إلى الحرام

غربة أهل الاستقامة - للشيخ محمد بن هادي المدخلي

سبحان الله !! طالب علم ليس له ورد بالليل ..عشنا وشفنا - للشيخ رسلان