شرح حديث: ( من أذن اثْنتيْ عشرةَ سنة، وجبتْ له الجنةُ، وكُتِبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنةَ، وبكل إقامةٍ ثلاثون حسنةً ) - الشيخ سليمان الرحيلي

بسم الله الرحمن الرحيم

 [صحيح لغيره] وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ( من أذن اثْنتيْ عشرةَ سنة، وجبتْ له الجنةُ، وكُتِبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنةَ، وبكل إقامةٍ ثلاثون حسنةً ).

     رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم، وقال: "صحيح على شرط البخاري".

     قال الحافظ: "وهو كما قال، فإنَّ عبد الله بن صالح كاتب الليث وإن كان فيه كلام فقد روى عنه البخاري في "الصحيح".

-     هذا الحديث إسناده حسن إلا أن له شواهد تقويه فيكون صحيحًا لغيره كما قال الشيخ الألباني.

-      ( من أذن اثنتي عشرة سنة ): ومن باب أولى إذا زاد عن هذا.

-      ( وجبت له الجنة ): أي ثَبَتَت له الجنة، ولَزِمَت له الجنة، وهذا دليل على أن الأذان لله عز وجل هذه المدة فأكثر، سببٌ من أسباب دخول الجنة.

-      ( وكُتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، وبكل إقامة ثلاثون حسنة ):

   هنا قال بعض أهل العلم يُكتب له في كل يوم تسعون حسنة، ستون بالأذان وثلاثون بالإقامة، وهذا في كل يوم، وأخذوا بظاهر الحديث ( بتأذينه في كل يوم ).

    لكن الأرجح والله أعلم أنه يُكتب له بكل أذان ستون حسنة، وبكل إقامة ثلاثون حسنة، ففي الصلاة الواحدة تسعون حسنة، وتسعون حسنة في خمس صلوات بأربع مائة وخمسين حسنة في اليوم والليلة، وهذا فضل عظيم من الله تعالى.

-      مسألة بحثها أهل العلم: هل قول النبي صلى الله عليه وسلم وكُتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة، هذا لمن أذّن اثنتي عشرة سنة أو لكل مؤذن؟ هل هو من تمام الشرط أو مستأنف؟

   1-   بعض أهل العلم قال من تمام جواب الشرط، فالمؤذن الذي يؤذن أقل من هذا لا يدخل.

   2-   وقال بعض أهل العلم: بل هو لكل مؤذن، وهذا الظاهر والله أعلم؛ لأنه جزاء عمل، فهذا كلام جديد، ( وكُتِبَ له ) من جهة كونه مؤذنًا، لا من جهة أنه أذّن اثنتي عشرة سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( وكُتِبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنةَ، وبكل إقامةٍ ثلاثون حسنةً ).

فالذي يظهر أنه ينال هذا الثوابَ ولو أذّن مرة واحدة.

-      والحديث فيه فضل الأذان والمؤذن.