الجمعة، 21 يوليو 2023

شرح حديث ( .. ولا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكرٍ أو صلاة ) - الشيخ سليمان الرحيلي - 1439هـ


بسم الله الرحمن الرحيم



شرح حديث

 

1439هـ

 

للتحميل أو الاستماع

 

[حسن صحيح] ورَوى عنه [يعني ابن عمر] الطَّبَراني في "الكبير": أنّ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ( .. ولا تتّخذوا المساجدَ طُرُقاً إلا لذِكرٍ أو صلاة ). وإسناد الطبراني لا بأس به.

 

-     هذا الحديث قال فيه الألباني: حسن صحيح.

-     عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تتخذوا المساجد طرقا ): ما معنى هذه الجملة؟

قال أكثر أهل العلم: معناها لا تتخذوا المسجد ممرا تدخلون من باب وتخرجون من باب، لا تجعلوا المسجد ممرا تجتازونه، تدخلون من باب وتخرجون من باب،

فهذا نهي عن اتخاذ المسجد ممرا لنصل إلى حاجاتنا، تريد أن تمر إلى السوق فبدلا من أن تلف حول المسجد تدخل من باب وتخرج من باب آخر،

وهذا نهي عن اتخاذ المساجد طرقًا لأن هذا يخالف ما بُنيت له المساجد، والأصل في المؤمن أنه يقصد المسجد ليصلي أو يذكر الله، أما أن يدخل المسجد ليمر فهذا منهي عنه.

-     والمرور في المسجد إن كان لمصلحة الصلاة فهذا لا حرج فيه وجائز، مثال ذلك: إنسان جاء مثلا إلى المسجد ويريد أن يتوضأ، ودورة المياه في الجهة المقابلة، يجوز أن يدخل مع باب المسجد ليخرج مع الباب الآخر ليتوضأ، لأن هذا المرور لمصلحة الصلاة، من أجل أن يصلي، مر بالمسجد من أجل أن يصلي، يريد أن يتوضأ ليدخل المسجد ليصلي، فهذا لا حرج فيه.

-     وإن كان المرور للحاجة، للمشقة، فهذا لا بأس به أيضا، رجل كبير في السن، يريد أن يجتاز من مكان إلى مكان حول المسجد النبوي، ولو لم يؤذن له أن يدخل من باب ليخرج من الباب القريب إلى الجهة الثانية يحتاج أن يدور حول المسجد، وهذا فيه مشقة عليه، هو كبير في السن أو مريض أو نحو ذلك، هنا يُرَخّص له ويجوز له أن يمر.

-     أما إن كان لغير عذر فهذا يكره عند الجمهور، يكره عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى تحريمه،

أن يمر الإنسان بالمسجد يجتازه بدون أن يجلس ليذكر وبدون أن يصلي، أكثر العلماء قالوا هذا مكروه، وبعض أهل العلم قالوا هذا حرام ولا يجوز، والأمر محتمل.

-     وقال بعض أهل العلم: معنى ( لا تتخذوا المساجد طرقا ) أي لا تُصَيِّرُوا المساجد طُرُقا فتفعلوا فيها ما يُفْعل في الطُّرق، من الحديث في أمور الدنيا، والتضاحك، وغير ذلك،

ولكن الأول أظهر، وهو الذي عليه أكثر أهل العلم، النهي أن تُتّخذ المساجد ممرات تُجتاز.

-     قال: ( إلا لذِكرٍ أو صلاة ): إلا أن يدخلها ليذكر ويصلي ثم يخرج، حتى لو كان يريد أن يخرج من الباب الثاني ما فيه إشكال.

وبالتالي هل يُنهى الإنسان أن يمشي في المسجد؟ لا ما ينهى ما دام أنه دخل المسجد ليصلي أو يذكر الله لا حرج في أن يمشي في المسجد، هل ينهى الإنسان عن أن يدخل من باب ويخرج من باب يقابله إذا دخل ليصلي؟ الجواب: لا، دخلت وصليت ركعتين تريد أن تذهب من الباب الثاني لتصل إلى حاجة، اذهب لا حرج،

وإنما المنهي عنه أن يدخل المسجد لا لذكر ولا لصلاة وإنما ليجتاز إلى الجهة الأخرى، فهذا هو المنهي عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومالي وللدنيا

إذا جلست في غرفتك وحدك ...

إني براء من الأهواء وما ولدت...

النظر إلى الحرام

غربة أهل الاستقامة - للشيخ محمد بن هادي المدخلي

سبحان الله !! طالب علم ليس له ورد بالليل ..عشنا وشفنا - للشيخ رسلان